فنانون سعوديون يعرضون 25 عملاً ابداعيًا عن الآثار الوطنية

الجمعة، 1 ديسمبر 2017م

قدم مجموعة من أشهر الرسامين والنحاتين والمصورين في المملكة، على مدار أسبوعين، ما يزيد عن 25 عملاً فنيًا منوعًا ما بين الرسم والتصوير والنحت، وذلك من خلال معرض «الفنون التشكيلية» الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة الأول التي تقام في المتحف الوطني بالرياض منذ افتتاح الملتقى مؤخرًا برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وتستمر لمدة 50 يومًا حتى 30 ديسمبر المقبل.
وأقيم المعرض تحت عنوان «من وحي المكان»، بالتعاون مع شركة مقامات للأعمال الفنية، بحضور ومشاركة عدد كبير من الفنانين والفنانات السعوديين من مختلف مناطق المملكة.
وأوضح عبد الرحمن العليان المشرف على المعرض، أن المعرض يجسد دور الفنون التشكيلية والنحت والتصوير وغيرها من الفنون البصرية بمختلف ألوانها ومسمياتها في إبراز أهمية الآثار والحفاظ عليها ودورها الحضاري والتاريخي عبر الحقب المختلفة، كما أنه ينسجم مع رؤية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاهتمام بالآثار وتبنيها لمشروع متكامل للعناية بالإرث الحضاري من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
وقال: «تنوعت المشاركات في المعرض، وشملت اللوحات التشكيلية، وأعمال النحت، والفيديو آرت، والتصوير. حيث تم اختيار عدد كبير من الأعمال المميزة بالرياض، يزيد عددها عن 25 عملاً فنيًا منوعًا، وهي تحكي عن المواقع الأثرية بشكل أو بآخر ومستلهمة من الآثار، حيث تروي أعمال المعرض قصة وتكون صورة، قصة قديمة وصورة جديدة، فالآثار والحداثة يجمعهما راوٍ واحد هو المبدع في مجال الفنون».
وذكر العليان أن معرض «من وحي المكان» شارك فيه مجموعة كبيرة من أشهر الرسامين والنحاتين والمصورين في المملكة، وهم: النحات علي الطخيس، الفنانة التشكيلية عواطف آل صفوان، المصور وليد المرحوم، التشكيلي فهد النعيمة، النحات طلال الطخيس، الفنان التشكيلي على المرزوق، الفنانة التشكيلية بدور السديري، الفنان التشكيلي إبراهيم الفصام، والدكتور علي العنبر مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتراث والثقافة، الفنانة التشكيلية هلا بنت خالد، الفنانة البصرية هيا العياف، التشكيلية ابتسام المطلق، الفنانة آلاء عبدالله. إضافة إلى أمبرتو دي سيلفيا المصور الأوروبي الذي قام بتصوير النقوش الأثرية شمال المملكة.
ومن جهته، أوضح النحات طلال الطخيس، أن المعرض واكب ملتقى آثار المملكة، وكان هدفه توجيه دفَّة الاهتمام بالآثار في المملكة بنظرة الفنانين عبر المقارنة والتمازج بين المنحوتات المعاصرة والمنحوتات الأثرية القديمة، وشارك من خلاله مجموعة مميزة من الفنانين السعوديين من مختلف مناطق المملكة، تناولت أعمالهم المشاركة في موضوع الآثار بشكل فني معاصر سواء تشكيل أو نحت أو تصوير فوتوغرافي أو فيديو آرت أو فن الفراغ.
وأضاف الطخيس: «شاركت في المعرض بقطعة نحتية من الرخام الطبيعي من الدوادمي تتحدث عن الحفاظ على الآثار وأهميتها، وتبين أن الرياح والوقت والزمن يمكن لها أن تؤثر بالسلب على المواقع الأثرية، ولذلك يجب العمل على البحث والتنقيب على الآثار والمحافظة عليها. وبالطبع تأثرت في أعمالي بكوني ولدت في عائلة فنية، حيث تدربت على يد استاذي وشقيقي الأكبر علي الطخيس وهو من أشهر النحاتين في المملكة وصاحب خبرة وتجربة تصل إلى 40 عامًا، كما تأثرت فنيًا بوجودي في محافظة الدوادمي ذات البيئة المعروفة بتنوعها الجيولوجي حيث يوجد فيها الصخور والجبال بشكل كبير».
أما الفنانة التشكيلية بدور السديري التي شاركت في المعرض بفيديو آرت عن اكتشاف أثري جديد لـ»وردة نبطية» لا تظهر إلا بالأمطار في العلا بمنطقة المدينة المنورة للمكتشف السعودي د. أحمد العبودي، فذكرت أن المعرض يأتي في إطار اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بنشر ثقافة الارتباط الوجداني بالمكان والزمان والأثر، ضمن مبادرة من وحي المكان، لربط الفنون المعاصرة بالفنون القديمة، من خلال طرق شتى ومنها تحفيز الرؤية الإبداعية لدى الفنان عبر مصادر ثرية في مواقع آثارية ليستلهم فنًا معاصرًا من وحي تلك المواقع وما تحويه من تاريخ وآثار وفنون.
وأشارت السديري إلى أن «من وحي المكان» مشروع يهدف إلى إبراز ما تختزنه الجزيرة العربية من ملامح الحضارات التي امتد وجودها آلاف السنوات واستكمال إنتاج فني معاصر يحمل ذات الهوية المرتبطة بالمكان، مبينة أن المعرض يعبر عن فنون المملكة اليوم كصورة لحاضر البلاد وجزء من تشكيل الحضارة ورسالة للمستقبل عن الثقافة والمجتمع السعودي.